الرئيسية
عزف الوحدة سيمفونية رائعة بالفوز الكبير الذي حققه على الأهلي بأربعة أهداف مقابل هدف واحد في المباراة التي جمعتهما مساء أمس الأول على أرض الوحدة بالعاصمة أبوظبي المباراة كانت ضمن مباريات الأسبوع الثالث من دوري اتصالات للمحترفين بهذا الفوز يرتفع رصيد العنابي إلى سبع نقاط يتواجد بها في الصدارة مع الجزيرة والعين لكن فارق الأهداف لصالح الجزيرة ليحتل العنابي المركز الثاني في البطولة قبل أن تتوقف بسبب تجمع منتخبنا الوطني.
أداء الوحدة في المباراة لم يكن مفاجأة على الإطلاق ولم يأت بمحض الصدفة خاصة وأن الجميع استبشر خيرا بأداء الفريق منذ بداية البطولة في مباراة الجزيرة ومن بعدها اللقاء الثاني أمام الوصل والذي فاز فيه الفريق بأربعة أهداف مقابل هدفين أداء الأهلي هو الذي لم يكن متوقعا على الإطلاق حيث ظهر بشكل لم يتوقعه أكثر المتشائمين من جماهيره ودخل مرماه هدف تلو الأخر تارة بخطأ من الحارس وأخرى بسوء تغطية من الدفاع وثالثة بتمركز خاطئ من الدفاع أيضاً بداية المباراة كانت مثيرة بهدف غير متوقع بسبب خطأ غير متوقع لعبيد الطويلة حارس مرمى الأهلي في الدقيقة الثالثة استغلها الثعلب مطر الذي وقف وكأنه يتوقع الخطأ ببراعة وذكاء فاطن يحب لحسه التهديفي كمهاجم قدير.
تفوق الوحدة على مدار التسعين دقيقة كان واضحا وأسبابه أيضاً واضحة للجميع في مقدمتها التنظيم الجيد للخطوط الثلاثة للفريق داخل الملعب ففي الوقت الذي توقع فيه الجميع تأثر العنابي دفاعيا بغياب المغربي مراد العيني أثبت حمدان الكمالي أنه لاعب من طراز المدافعين الكبار الذين لديهم الخبرة المكتسبة بالموهبة بالغم من صغر سنه وكذلك تثبت المباريات من واحدة إلى أخرى أن مستوى عمر علي في ارتفاع تصاعدي سيصل بموجبه إلى القمة. أما وسط الوحدة فكانت نغماته متناسقة تماما استطاع القدير أحمد عبد الحليم أن يجمع الخيوط في وسط الملعب في غزل واحد متماسك تماما من صنع أرقى مصانع الغزل فوجود كريم العواضي مع محمد عثمان في الوسط جعل الأفضلية للوحدة.
وجاء تفوق وسط الوحدة بسبب تفوقهما على وسط الأهلي الدفاعي بقيادة حسني عبد ربه أما الورقة التي لعب بها حليم كيفما شاء فكان الماكر عبد الرحيم جمعة الذي أعطاه حرية كاملة وسط الملعب الهجومي دون التقيد بواجبات دفاعية على الإطلاق فكان رحيم زئبقيا لم يستطع لاعبو الأهلي التعرف على شكله.
خاصة في ظل تواجده بأكثر من مركز داخل الملعب فتارة تجده في الوسط وأخرى في اليمين وثالثة في اليسار ورابعة كمهاجم صريح فالتكتيك الذي لعب به الوحدة كان محيرا يوضح للجميع مدى القدرات الفنية العالية التي يمتلكها لاعبو العنابي.
سواء على المستوى الفني أو على المستوى الفكري فما كان يشعر أحد بتبادل المراكز بين اللاعبين في تناغم وثقة بالغة فمرة تجد عبد الرحيم يصنع هدف ومرة تجده يسجل آخر وكذلك إسماعيل مطر فكان التبادل بينهما يتم بشكل يحسد عليه اللاعبين خاصة وأن التفاهم بينهما خلال المباراة كان في قمته.
تبادل المراكز لم يقتصر على مطر ورحيم فكانت هناك تكتيكات تتم خلال العمل الهجومي للأطراف ففي حالة تقدم فهد مسعود من اليمين تجد أن كريم العواضي يذهب لملء فراغ الجهة اليمنى في هدوء تام لم يشعر به أحد وكذلك الجهة اليسرى التي كان يشغلها محمود خميس فالتغطية عليه كانت موجودة من لاعبي الوسط أيضاً.
البرازيلي بنجا لعب دورا كبيرا أيضاً بفضل سرعته وسط الملعب وقد جرته على بناء الهجمات ميزة الوحدة في بناء الهجمات كانت في التنظيم الرائع منذ استلام الكرة من الخلف فالكرة تسير في انسيابية من قدم إلى قدم عكس الأهلي الذي كان يعتمد على الكرات الطويلة وخلف الثلاثة خطوط لأصحاب السعادة كان يقف حارس متميز.
حيث استطاع أن يتعملق بالذود عن مرماه في أكثر من كرة خطيرة وإن كان قد وقع في خطأ لكنه يحدث في كرة القدم. وإن كان لتفوق أصحاب السعادة في هذا اللقاء أسبابه فلإخفاق الأهلي أسباب أيضاً أهمها العوامل النفسية حيث شهدت الخمس دقائق الأولى دخول هدفين في مرمى الأهلي وهو الذي جعل الارتباك يظهر على جميع اللاعبين بدون استثناء .
وإن كان ذلك واضحا على الدفاع وحارس المرمى الذي تسببت أخطائه في أكثر من هدف وفي الوقت الذي كنا نجد فيه خطوط الوحدة متناغمة تجد أن خطوط الأهلي متباعدة تماما فالدفاع في واد والوسط في واد آخر والهجوم في واد ثالث بعيدا تماما، دفاع الأهلي وضح عليه التمركز الخاطئ الأمر الذي جعل اختراقه سهلا.
فضلا عن لاعبي الوسط خلقوا مساحات كبيرة للاعبي الوحدة للتحرك فيها خاصة خلف الطرفين يمينا ويسارا أضف إلى ذلك ظهور لاعبي الوسط عبد ربه وسالم خميس بمستوى متواضع ساعد كثيرا على تفوق لاعبي الوحدة وكانت الرقابة اللصيقة التي فرضها الدفاع العنابي على إسماعيل الحمادي أكبر في شل حركة اللاعب داخل الملعب .
كما أن استسلام اللاعب نفسه للرقابة جعل مهمة مدافعي الوحدة سهلة كل هذه العوامل ساعدت الوحدة على التفوق في ظل قيادة واعية من خلف الخطوط للمصري القدير أحمد عبد الحليم الذي يؤكد من مباراة إلى أخرى أن الوحدة جبار وقادم للبطولة بكل قوة.
تقييم : الطويلة: الهدف الأول خطأ تحكيمي والثالث مسؤوليتي
أرجع عبيد الطويلة حارس مرمى الأهلي السبب في الهدف الأول الذي دخل مرماه في المباراة إلى سوء تقدير الحكم حيث أكد أنه من المفترض أن يحتسب الحكم مخالفة على إسماعيل مطر الذي تداخل في اللعبة والكرة في حوزتي .
وأشار إلى أن أداء الفريق بشكل عام لم يكن جيدا إلا أن الأهداف المبكرة ساعدت على تفكك الفريق بشكل عام واعترف بمسؤوليته عن الهدف الثالث نظرا لخروجه متأخرا للإمساك بالكرة وأشار إلى أن الفريق لن يتأثر بهذه الهزيمة على الإطلاق.
عمر علي: العنابي الأقوى
أهدى عمر علي لاعب الوحدة الفوز الذي حققه فريقه إلى جماهير النادي وإدارتاه بقيادة سمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان وتمنى أن يستمر الفريق بالمستوى نفسه خلال الفترة الماضية وأضاف العنابي يمتلك كل المقومات للفوز بالبطولة ولن نتنازل عنها في ظل القيادة الواعية من الإدارة والفنية من أحمد عبد الحليم.
مصطفى الديب
البياان
